أكد الكاتب والمحلل السياسي د. شفيق التلولي لموقع بكرا أن زيارة الرئيس محمود عباس إلى فرنسا تعد محطة في غاية الأهمية، كونها تأتي في توقيت حساس إقليميا ودوليا، ولأن فرنسا تعد من أبرز الدول الأوروبية الداعمة لمشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأوضح أن هذه الزيارة لا يمكن اعتبارها محطة بروتوكولية أو شكلية، بل هي زيارة دولة من الدرجة الممتازة، تحمل في طياتها العديد من الرسائل السياسية الهامة، وفي مقدمتها مواصلة تحشيد الموقف الأوروبي بقيادة فرنسا لدعم النظام السياسي الفلسطيني، وتوفير شبكة أمان للسلطة الفلسطينية في مواجهة السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تكريس الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار د. التلولي إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر خلال لقائه الرئيس عباس عن موقف واضح، حين أكد أن فرنسا وأوروبا ستتصديان بقوة لأي محاولات لضم الضفة الغربية، وستعملان على تثبيت واستدامة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلى جانب المساهمة في جهود إعادة إعمار القطاع.
وأوضح أن فرنسا، إلى جانب بريطانيا، أبدت استعدادها لدعم مؤتمر إعادة إعمار غزة المزمع عقده في مصر هذا الشهر، مؤكدة رغبتها في الإسهام الفاعل بتمويل هذه الجهود الإنسانية والسياسية.
وأضاف أن فرنسا تمثل فاعلا مهما في السياسة الأوروبية والدولية، واستطاعت أن تحدث تحولا في الخطاب السياسي داخل العديد من الأنظمة الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية، الأمر الذي يعزز ثقة القيادة الفلسطينية بدورها الحيوي في دعم حل الدولتين والاعتراف الكامل بدولة فلسطين.
ولفت إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار رؤية الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية بأهمية الدور الفرنسي في فتح آفاق جديدة للعملية السياسية على أساس حل الدولتين وتكريس سيادة الدولة الفلسطينية على أرضها، وصولا إلى نيل فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وأكد د. التلولي إن زيارة الرئيس عباس إلى باريس تأتي بعد زيارته الأخيرة إلى إيطاليا، ما يعكس تحركا دبلوماسيا فلسطينيا واسعا لحشد المواقف الأوروبية المؤيدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، خاصة في ظل المكانة السياسية والدينية التي تتمتع بها كل من فرنسا وإيطاليا داخل الاتحاد الأوروبي والعالم.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق