يشهد قطاع المواصلات العامة في إسرائيل موجة تصاعدية خطيرة من العنف ضد سائقي الحافلات، مع تسجيل ارتفاع حاد في عدد حوادث الاعتداء خلال الشهر الأخير، حيث تبين أن معظم الضحايا هم من السائقين العرب.
في محطة الحافلات المركزية بالقدس، اندلع شجار يوم الأحد الماضي إثر ازدحام شديد وتأخيرات في مواعيد الانطلاق. خلال محاولة منظم حركة تهدئة الوضع، تعرض لهجوم عنيف من قبل مجموعة من الشبان وأصيب بجروح طفيفة، فيما وثقت الكاميرات محاولة تنفيذ عملية إعدام ميداني بحقه.
حادث آخر وقع مساء أمس في مدينة بيتار عيليت، عندما قام عدد من الشبان بعرقلة حركة حافلة، وعند توقف السائق، انهالوا عليه بالضرب. السائق، وهو عربي، أصيب بجروح متوسطة ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
لوائح اتهام
بالتوازي، قدمت الشرطة صباح امس لائحة اتهام ضد ثلاثة شبان اعتدوا على سائقي حافلات في حادثين منفصلين بالقدس في 13 أبريل. أحد السائقين المصابين عربي الأصل واضطر لتلقي علاج طبي، كما تضررت ممتلكات في كلتا الحالتين.
بحسب معطيات قسم الأبحاث في منظمة سائقي الحافلات، يتم تسجيل ما لا يقل عن حالتي اعتداء يوميًا منذ بداية العام الجاري، معظمها ضد سائقي الحافلات العرب، ما يمثل ارتفاعًا بنسبة نحو 17% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
في أعقاب هذه الأحداث، أعربت منظمة سائقي الحافلات التابعة للهستدروت الوطنية عن قلقها الشديد، معتبرة أن "العنف ضد السائقين بات آفة وطنية". وطالبت المنظمة بتشديد العقوبات على المعتدين، وتحسين إجراءات حماية السائقين، قائلة: "لا يمكن القبول بواقع يتم فيه طرح السائق أرضًا وضربه. يجب على الشرطة التحرك الفوري لمحاسبة المعتدين. كل اعتداء على سائق هو تجاوز لخط أحمر".
كما شددت المنظمة على أن سائقي الحافلات، ومعظمهم من العرب، يمثلون خط الدفاع الأول في منظومة المواصلات العامة، ويعملون تحت ضغط كبير لخدمة المواطنين، مؤكدة أنها ستعمل بالتعاون مع السلطات لدفع تشريعات تضمن حماية أكبر لهم.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق