قالت صحيفة بريطانية إن تكرار الحديث عن اقتراب “السلام المنشود” في الشرق الأوسط لا يعكس الواقع، ورجّحت أن يشهد عام 2026 مزيدًا من عدم الاستقرار في ظل استمرار الصراع الإيراني–الإسرائيلي وتفاقم تداعياته الإقليمية.

وذكرت صحيفة The Spectator أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب روّج خلال العام الجاري لفكرة أن السلام بات قريبًا، لكن المؤشرات الميدانية تُظهر أن المنطقة ما تزال عالقة في حالة “لا سلم ولا حرب”، وهي حالة تاريخية مألوفة في الشرق الأوسط.

واعتبر التقرير أن بنية المنطقة، بما فيها الحدود المتنازع عليها، والانقسامات الاجتماعية والطائفية، وتشابك العلاقات الاقتصادية والسياسية، حالت دون قيام نظام إقليمي مستقر. واستعرض محطات تاريخية من الحروب العربية–الإسرائيلية إلى جولات القتال المتكررة في قطاع غزة، مؤكّدًا أن محاولات إنهاء الصراعات غالبًا ما أعقبتها جولات جديدة من العنف.

تباين بين واشنطن وتل ابيب 

وأشار التقرير إلى تباين بين واشنطن وتل أبيب: فبينما يرى ترامب أن المكاسب العسكرية استُنفدت وأن إيران تراجعت بما يسمح بتهميشها سياسيًا، تعتبر إسرائيل أن أي تسوية غير مجدية دون “نصر حاسم” على إيران.

وأضافت الصحيفة أن معطيات المنطقة لا تدعم فرضية التهدئة، في ظل رفض حماس نزع سلاحها، واستعداد حزب الله لمواجهة مستقبلية، واستمرار إيران في دعم حلفائها ومواصلة أنشطتها النووية والصاروخية. ولفتت إلى أن طهران كثّفت إنتاج الصواريخ الباليستية ووسّعت بنيتها العسكرية، فيما تستعد إسرائيل بدورها لمرحلة جديدة من المواجهة مع تصاعد الخطاب الأمني وتداول خيارات عسكرية جديدة.

وخلص التقرير إلى أن عام 2026 قد يشهد تباطؤًا في العمليات العسكرية دون توقفها بالكامل، محذرًا من أن كل السيناريوهات تبقى مفتوحة في ظل هشاشة التوازنات القائمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com