تشهد الساحة الإقليمية تصاعدًا جديدًا في التوتر بين إسرائيل وإيران، مع تقارير إسرائيلية تفيد بأن تل أبيب تسعى لاستغلال الدعم السياسي والعسكري الأميركي في محاولة إسقاط النظام الإيراني قبل نهاية الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب عام 2029.

ووفقًا لصحيفة "جيروسالم بوست"، أصبح هذا الهدف محور استراتيجية الحكومة الإسرائيلية، في وقت تتسارع فيه وتيرة تطوير إيران لقدراتها النووية والصاروخية، بينما تواصل إسرائيل تعزيز دفاعاتها استعدادًا لأي مواجهة محتملة.

وفي المقابل، كشفت تقارير أميركية عن إنشاء إيران مركز تخصيب نووي جديد قرب موقع نطنز، من دون السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إليه، ويُعد الأخطر بين المنشآت النووية الإيرانية السابقة. كما أشارت تقارير إلى استعداد طهران لإطلاق نحو ألفي صاروخ دفعة واحدة في أي مواجهة مستقبلية، ما يثير قلقًا واسعًا داخل إسرائيل بشأن قدرة منظوماتها الدفاعية على الصمود.

من جانبه، اعتبر الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية حكم أمهز أن الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا كانت اختبارًا لمحاولة إسقاط النظام، حيث استخدمت إسرائيل والولايات المتحدة كل أوراقهما السياسية والعسكرية والاستخباراتية دون أن تحققا النتائج المرجوة، موضحًا أن إسرائيل غير قادرة على شن عدوان جديد إلا في حالة استثنائية مثل استهداف المرشد الإيراني مباشرة، وهو احتمال ضعيف للغاية.

وأضاف أمهز أن النظام الإيراني يمتلك آليات دستورية لضمان استمراريته في حال شغور منصب القيادة، وأن أجهزة الأمن الإيرانية تعمل على مدار الساعة، بينما تواصل إسرائيل المبالغة في تصوير إنجازاتها العسكرية. وأكد أن الخطاب الإسرائيلي غالبًا ما يكون جزءًا من دعاية سياسية لتبرير الإخفاقات وحشد الدعم الدولي.

واختتم الباحث بالقول إن إسقاط النظام الإيراني يظل هدفًا قديمًا للولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه يصطدم بتعقيدات جغرافية وسياسية، ودعم متزايد من روسيا والصين لطهران، مما يجعل رهان تل أبيب على تحقيق هذا الهدف مغامرة غير واقعية في الظروف الراهنة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com