كشف الرئيس السوري أحمد الشرع في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن انخراط سوريا في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، مؤكداً أن الجانبين قطعا شوطاً كبيراً نحو التوصل إلى اتفاق، وذلك في أول تصريح علني من نوعه منذ التغيرات السياسية التي شهدتها دمشق أواخر عام 2024.
وقال الشرع، في المقابلة التي أُجريت عقب زيارته إلى البيت الأبيض ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن بلاده تسعى إلى إعادة بناء الدولة السورية واستعادة سيادتها الكاملة، مشيراً إلى أن إسرائيل "تجاوزت اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974 بعد سقوط نظام الأسد، وطردت قوات الأمم المتحدة، واحتلت مناطق جديدة في الجولان وجبل الشيخ".
وأضاف الرئيس السوري أن إسرائيل نفّذت أكثر من ألف غارة جوية على الأراضي السورية منذ ديسمبر الماضي، استهدفت مواقع عسكرية ومقار حكومية، لكنه أوضح أن دمشق امتنعت عن الرد حفاظاً على الاستقرار ورغبة في التركيز على إعادة الإعمار.
وأوضح الشرع أن "التوغلات الإسرائيلية ليست بدافع أمني كما تدّعي تل أبيب، بل لأسباب توسعية"، لافتاً إلى أن حكومته "قامت بطرد القوات الأجنبية والميليشيات غير السورية من البلاد لإزالة أي ذريعة تستخدمها إسرائيل للتصعيد".
وأكد الشرع أن المفاوضات الجارية مع إسرائيل تجري بدعم أمريكي ودولي، وقال: "نحن الآن منخرطون في مفاوضات مباشرة، وقد قطعنا شوطاً مهماً نحو التوصّل إلى اتفاق. لكن من أجل اتفاق نهائي، ينبغي على إسرائيل الانسحاب إلى حدود ما قبل الثامن من ديسمبر."
وأضاف أن الولايات المتحدة تدعم المفاوضات الجارية، مشيداً بموقف الرئيس ترامب الذي وصفه بأنه "يؤيد وجهة نظرنا ويدفع نحو حل سريع وشامل".
من جهتها، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن واشنطن تعمل على صفقة شاملة بين سوريا وإسرائيل تشمل تفاهمات أمنية وانضمام دمشق إلى الاتفاقات الإبراهيمية، في إطار جهود أمريكية لتعزيز الاستقرار الإقليمي ودمج سوريا في منظومة أمنية جديدة في الشرق الأوسط.
وكان الرئيس ترامب قد قال عقب لقائه الشرع إنه "على وفاق" مع نظيره السوري، مضيفاً: "نتوقع إعلان اتفاق بين سوريا وإسرائيل قريباً، ونريد أن نرى سوريا دولة مستقرة وناجحة."
يُذكر أنه عقب الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر 2024، سيطرت إسرائيل على المنطقة العازلة في الجولان وجبل الشيخ، وواصلت تنفيذ غاراتها داخل الأراضي السورية، ما اعتبرته دمشق خرقاً لاتفاقية فصل القوات والقانون الدولي، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف هذه الاعتداءات.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق