فوز تاريخي لزهران ممداني في نيويورك يعيد الحزب الديمقراطي إلى الواجهة أجرى موقع بُكرا لقاءً خاصاً مع المستشار السياسي د. أحمد الخزاعي، تناول فيه نتائج انتخابات الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، والتي شهدت فوز زهران ممداني، مرشح الحزب الديمقراطي المسلم من أصول جنوب آسيوية، بمنصب عمدة مدينة نيويورك، في سابقة تاريخية تعد الأولى من نوعها في الولايات المتحدة.
العرب والمسلمون يعيدون التوازن للحزب الديمقراطي
وقال د. الخزاعي إن هذه الانتخابات جاءت في لحظة حرجة بالنسبة للحزب الديمقراطي الذي واجه تراجعاً ملحوظاً على المستوى الوطني نتيجة الانقسامات الداخلية والتحديات الفكرية التي أثرت على تماسكه. وأضاف أن النتائج كشفت عن تحول استراتيجي في موازين القوى، حيث لعبت الجاليتان العربية والمسلمة دوراً محورياً في إعادة الحزب إلى ساحة المنافسة السياسية، خصوصاً في المدن الكبرى والولايات المتأرجحة.
وأشار إلى أن فوز زهران ممداني في نيويورك لم يكن مجرد إنجاز رمزي، بل شكّل نقطة تحول سياسية، إذ أعاد الزخم للحزب من خلال تحالفات ناجحة مع الأقليات، وفي مقدمتها العرب والمسلمون، في مواجهة تصاعد خطاب اليمين المحافظ. واعتبر الخزاعي أن تبنّي قضايا العدالة الاجتماعية والتنوع الثقافي أصبح اليوم ركيزة أساسية في استراتيجية الحزب الديمقراطي لاستعادة مكانته في الحواضر الكبرى.
انتصارات نوعية وترسيخ للتمثيل المتنوع
وأضاف د. الخزاعي أن فوز غزالة هاشمي بمنصب نائب حاكم ولاية فرجينيا كأول امرأة مسلمة تتولى هذا المنصب، إلى جانب تجديد الثقة بـعبد الله حمود كرئيس بلدية ديربورن في ولاية ميشيغان، يعكس التزام الحزب بتعزيز التنوع وتمكين الأقليات. وأوضح أن دعم هذه القيادات المحلية ذات الشرعية الشعبية ساهم في ترسيخ حضور الحزب الديمقراطي في المناطق ذات الكثافة العربية والمسلمة. وأكد أن هذه النجاحات مجتمعة أبرزت إدراك الحزب لأهمية الجاليتين العربية والمسلمة كـ"كتلة تصويتية حاسمة"، دفعت قيادته إلى إعادة صياغة الخطاب السياسي وتحالفاته بما يتوافق مع تطلعات هذه المكونات.
واختتم د. الخزاعي حديثه بالتأكيد على أن الحزب الديمقراطي لن يتمكن من استعادة موقعه التنافسي دون تحالف فعلي ومستدام مع العرب والمسلمين، قائلاً: "لم تعد هذه الجاليات قواعد انتخابية هامشية، بل أصبحت شريكاً حقيقياً في صياغة القرار السياسي، وقادرة على ترجيح الكفة في لحظات الحسم." ودعا الخزاعي الحزب إلى تعميق الشراكة السياسية مع هذه المكونات من خلال دعم القيادات الصاعدة وتوسيع قاعدة التمثيل عبر ترشيح شخصيات عربية ومسلمة في المناصب التنفيذية والتشريعية، مؤكداً أن ذلك سيعزز صورة الحزب كحاضنة للتنوع ويضمن حضوره الفاعل في المشهد السياسي الأمريكي.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق