تستعدّ الممثلة الأميركية أنجلينا جولي لإنشاء قرية ضخمة لاحتواء الأيتام في قطاع غزة. خطوة تُغرّد خارج سرب التحرّكات الحكومية ومعوقاتها السياسية التي تُكبّل إطلاق عملية إغاثة جديّة للقطاع المنكوب بعد عامين من حرب الإبادة.
وخلال ندوة إلكترونية أقيمت في ألمانيا الأسبوع الماضي، نظّمتها مؤسسة «كانديد» التي تعمل في مجالات الحوار بين الثقافات، أوضح الناشط الفلسطيني سامر سنجلاوي أنّ جولي تبحث في إمكانية إقامة مشروع «قرية إس أو إس» (SOS) كبرى في غزة، مخصّصة للأطفال الذين فقدوا ذويهم خلال العدوان الإسرائيلي. وأشار إلى أنّ المبادرة تأتي في ظلّ التحديات الهائلة التي تواجه عملية إعادة إعمار القطاع بعد سنوات من التدمير المتواصل.

جولي ضد العدوان
لطالما عُرفت أنجلينا جولي بمواقفها الداعمة للعدالة الإنسانية، وتُعدّ من المشاهير الأوائل الذين رفضوا العدوان الإسرائيلي على غزة. إذ كانت سبّاقة في إدانته في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، معتبرة قتل المدنيين المحاصرين الذين لا يملكون وسيلة للهرب أو الحصول على الماء والغذاء هو «عمل لا يمكن تبريره».
الجدير بالذكر أنّ أهميّة المبادرة تتجاوز آثارها المباشرة على حياة الأطفال اليُتم في غزة، إذ تلفت الأنظار إلى معاناة الفلسطينيين وتفتح الباب أمام مبادرات مدنية دولية موازية لجهود الحكومات في إعادة الإعمار.

مؤتمر غير مؤتمن
من جانب آخر، تخلّلت الندوة مراجعة حول ملف إعادة إعمار القطاع بشكل عام. وقدّرت مؤسسات أممية وعربية الكلفة بما يتراوح بين 53 و80 مليار دولار، وهي عملية قد تمتدّ لعقود إذا لم تتوافر موارد كافية واستقرار سياسي يضمن تنفيذها. ومن المنتظر أن تستضيف القاهرة الشهر المقبل مؤتمراً دولياً للمانحين، يهدف إلى جذب الاستثمارات الخاصة لدعم جهود الإعمار، في ظلّ عجز الحكومات عن تغطية كامل النفقات.
في هذا الإطار، حذّرت فعاليات فلسطينية من تهميش دور أبناء القطاع في رسم مستقبلهم بعد عدم دعوة غرفة تجارة غزة، التي تمثل التجار في القطاع وخارجه، إلى مؤتمر القاهرة. من جانبه، أكّد رئيس الغرفة أنّ «مستقبل غزة لا يمكن أن يُقرَّر في مؤتمرات المانحين أو من قبل إدارات أجنبية، بل يجب أن يُصاغ بأيادٍ فلسطينية، من خلال مؤسسات شفافة وشاملة».

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com