شهد المجتمع العربي في إسرائيل أسبوعًا آخر من العنف الدامي، حيث قُتل خلال الأيام الأخيرة عدد من المواطنين العرب في سلسلة جرائم متفرقة امتدت من الجليل حتى النقب، لتضيف فصولًا جديدة إلى عامٍ يتزايد فيه نزيف الدم دون أن يلوح حلّ في الأفق.
في مدينة عرّابة، قُتل عبد ياسين نصّار (35 عامًا) صباح الأحد بعد إطلاق النار عليه داخل المدينة. الجريمة هزّت البلدة الهادئة التي ودّعت شابًا معروفًا بأخلاقه وعلاقاته الاجتماعية الواسعة. وفي اليوم التالي، لقي محمد رفاعية (26 عامًا) من قرية سالم مصرعه قرب مفرق مجيدّو، إثر إطلاق نار داخل سيارته في ظروف ما زالت غامضة.
فجر الثلاثاء، قُتل علي وائل عواودة (22 عامًا) من كفر كنا أثناء قيادته دراجة رباعية (“تراكتورون”) داخل البلدة. الجريمة وقعت على مقربة من منزله، وأشعلت غضبًا واسعًا في صفوف الأهالي الذين عبّروا عن سخطهم من غياب الأمن واستفحال السلاح في الشوارع. وفي اليوم نفسه، شهد حيّ رأس العامود في القدس شجارًا انتهى بمقتل شاب عربي لم تُعلن هويته بعد.
يوم الأربعاء حمل مأساة مزدوجة. في كفر ياسيف، قُتل نضال مساعدة، في الثلاثينيات من عمره، برصاص مجهولين أمام مدخل المدرسة التي يعمل فيها حارسًا. كان معروفًا في البلدة كمربٍ ومواطن ملتزم بعمله، وموته أمام المدرسة شكّل صدمة كبيرة بين الطلاب والمعلمين على حد سواء. وفي اليوم ذاته، أُعلن عن وفاة الطبيب زياد أبو عابد (27 عامًا) من رهط، متأثرًا بجراح كان قد أصيب بها قبل عشرة أيام في إطلاق نار أثناء عودته من عمله في المستشفى.
جرائم مزدوجة
ليل الجمعة كان الأكثر قسوة. في قرية إبطن، قُتل الشقيقان جمال ونضال خالدي داخل سيارتهما في جريمة مزدوجة هزّت المنطقة. وفي النقب، تحديدًا في بلدة اللقية، قُتل توفيق سليمان موسى أبو عايش (30 عامًا تقريبًا) بإطلاق نار خلال شجار محلي، فيما أعلنت الشرطة لاحقًا عن اعتقال مشتبهين دون تقديم لوائح اتهام بعد.
وفي وسط البلاد، استمر مسلسل الدم. في اللد، عُثر على المسن علي أبو غانم مقتولًا داخل سيارته، بعد تعرضه لوابل من الرصاص في حي شنير، بينما شهدت مدينة الرملة حادثة أخرى قُتل فيها الشاب محمد شمالي في محطة وقود إثر إطلاق نار مباشر.
هذه الجرائم المتتالية، التي أودت بحياة حارس مدرسة وطبيب ومسنّ وشقيقين وشبان في مقتبل العمر، تعكس حجم المأساة التي يعيشها المجتمع العربي. فخلال أسبوع واحد فقط، سقط أكثر من عشرة قتلى في مشهد بات يتكرر بصورة يومية، وسط عجز الأجهزة الأمنية عن كبح دوامة العنف التي تزداد اتساعًا.
وتشير المعطيات إلى أن عدد القتلى العرب منذ بداية العام تجاوز 190 ضحية، بينهم نساء ومراهقون، بينما لم تُحلّ غالبية القضايا أو تُقدَّم لوائح اتهام ضد الجناة. ومع كل جريمة جديدة، يزداد الشعور العام بانعدام الأمان، ويُطرح السؤال ذاته: كم من الدم يجب أن يُسفك قبل أن تتوقف هذه المأساة المستمرة؟
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق