المحبّة ليست مجرد كلمةٍ نُردّدها ، ولا عاطفة عابرة تهبّ وتزول.
المحبّة، في جوهرها حياةٌ تُعاش ، وسلوك يُترجم ورسالة سماويّة تنبض في كُلِّ القلوب .
المحبة ليست بجوهرها الجميل مقصورة على من يشبهوننا ، ولا على من يشاركوننا اللغة أو الدين أو الأرض ، بل هي نداءٌ إلهيّ جميل تربّع في سفر الحياة. ...
... نداء ينبع من قلب الربّ الذي خلق الكلّ ، ويحبّ الكلّ وبذل الغالي والثمين من اجل كلّ البشر .
نعم .... وأقولها بالفم الملآن :
لقد أحبّنا الله ، لا لأنّنا استحققنا، بل لأنّه هو المحبّة .
ومن عرف الله ، لا بدّ أن يحبّ كما أحبّ ، يحبّ حتى الأعداء .
فالمحبّة لا ترفع أسوارًا ، ولا ترسم حدودًا ، بل تفتح النوافذ ،
وتكسر القيودَ وتعانق الإنسان أيًّا كان.

المحبّة ترى في الآخر أخًا لا خصمًا ، رفيقًا لا غريبًا ، إنسانًا لا عدوًّا .
فتروح تتخطّى الجغرافيا واللون والعِرق ، لأنّ الربّ لم يفرّقْ بل جمع وما زال يجمع .
حقًّا لقد دعانا الربّ أن نحبّ أعداءنا ، وأن نبارك لاعنينا
وأن نصنع الخير حتّى لمن يسيء إلينا ، لأن المحبّة تُطفئ نار الحقد ، وتُذيب صقيع القلوب ، وتزرع في الأرض سلامًا وعدلاً ورجاء .
فيا ربّ ؛
علّمنا أن نحبّ كما أحببتَ ، وأنْ نغفر كما غفرت ، وأن نمدّ أيدينا لكل من هو مكسورٌ أو منبوذٌ أو بعيد .
علّمنا يا سيّد أن نكون أبناءً للمحبّة ، وسفراء للسلام ، وصورةً لوجهك المضيء في عالمٍ يعطش للنور.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com