في مقابلة خاصة مع موقع بكرا، قدّم المحلل السياسي دان بيري قراءة أولية للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقرًا لحركة حماس في إحدى الدول، وما أعقبه من توقف في المفاوضات بين الأطراف.
توقف المفاوضات وموقف قطر
بحسب بيري، فإن قرار قطر تعليق مشاركتها في المحادثات جاء بدافع الحفاظ على سيادتها، بعدما اعتُبر الهجوم انتهاكًا مباشرًا لأجوائها. وأوضح أن “من الصعب أن تستمر قطر في الجلوس على طاولة المفاوضات مع إسرائيل وكأن شيئًا لم يحدث، بينما الطائرات الإسرائيلية قصفت قلب العاصمة”. وأضاف أن هذه الخطوة القطرية كانت شبه إلزامية من الناحية السياسية، لأنها تعبّر عن رفض التعامل مع الاعتداء وكأنه حدث عابر.
الهجوم كرسالة ضغط
وفي ما يتعلق بقراءة أبعاد العملية نفسها، أكد بيري أنها بمثابة رسالة ضغط موجهة إلى قيادة حماس، تهدف إلى إظهار أن إسرائيل فقدت صبرها، وأنها مستعدة لاتخاذ خطوات أكثر جرأة من أجل تحريك الملف. وقال إن إسرائيل أرادت إيصال إشارة واضحة بأنه “لم يعد هناك مكان آمن لقيادة الحركة”، وأنها ترى في التصعيد وسيلة لتسريع عملية التفاوض على ملف الأسرى وفرض شروطها لإنهاء الحرب.
المخاطر المرافقة
رغم ذلك، شدّد بيري على أن مثل هذه الخطوات الدراماتيكية لا تخلو من مخاطر كبيرة، إذ قد تُعقّد مسار المحادثات بدل أن تدفعها إلى الأمام، كما قد تزيد من معاناة المدنيين في غزة الذين يواجهون أعباء الحرب يوميًا. وأشار إلى أن أي تصعيد عسكري من هذا النوع يخلق حالة من عدم اليقين، ليس فقط على المستوى التفاوضي، بل أيضًا في حسابات الأطراف الإقليمية والدولية التي تتابع الملف عن كثب.
خلاصة المشهد
أنهى بيري حديثه بالتأكيد على أن ما يجري الآن هو حالة انتقالية، بانتظار ما ستؤول إليه التطورات السياسية. ورأى أن الهدف المعلن لجميع الأطراف الفاعلة – من إسرائيل وقطر وصولًا إلى القوى الغربية والعربية – يبقى واحدًا: الدفع نحو إنهاء الحرب والتوصل إلى صيغة تؤدي إلى تفكيك القدرات العسكرية لحماس. لكنه أضاف أن الطريق لتحقيق ذلك لا يزال معقدًا ومليئًا بالعقبات.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق