في ضوء التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"، أجرى موقع "بكرا" لقاء خاصًا مع الكاتب والمحلل السياسي الأردني ماهر أبو طير، للحديث عن حقيقة هذه التصريحات ومدى خطورتها على الأردن والمنطقة.
أبو طير شدد على أن "إسرائيل لا تهتم بالكلام، بل بالإجراءات"، محذرًا في الوقت ذاته من مخططات قد لا تعتمد على الاحتلال العسكري المباشر، بل على "الخلخلة من الداخل" عبر أدوات متعددة.
إسرائيل الكبرى: مشروع قديم بنسخ متعددة
في بداية اللقاء، قال أبو طير إن الحديث عن "إسرائيل الكبرى" ليس جديدًا، بل هو مشروع قديم له عدة نسخ. وأوضح أن من هذه النسخ ما هو قائم على التمدد الجغرافي المباشر (الاحتلال)، ومنها ما يعتمد على تمدد النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي، أو حتى صناعة بيئات محلية ترى في إسرائيل جهة "حامية" كما حدث في بعض مناطق جنوب سوريا.
وأضاف: "إسرائيل لا تبحث فقط عن السيطرة الجغرافية، بل تسعى أحيانًا إلى فرض واقع سياسي وأمني يجعلها متغلغلة دون الحاجة للاحتلال الصريح".
لا إمكانيات للاحتلال.. ولكن الفوضى واردة
وحول ما إذا كانت إسرائيل قادرة على احتلال الأردن أو أجزاء منه، أشار أبو طير إلى أن "إسرائيل اليوم تغرق في غزة، وتعجز عن استعادة 20 أسيرًا، وتواجه مقاومة لا تتوقف"، مؤكدًا أن جيش الاحتلال "غير مؤهل حاليًا للدخول في حروب جديدة أو احتلال دول أخرى".
وقال: "إسرائيل تواجه أيضًا تحديات كبيرة في الضفة الغربية وفلسطين 1948، وتشتبك مع أكثر من 7 ملايين فلسطيني، ولا تملك الموارد المالية ولا البشرية لاحتلال أراضٍ جديدة أو إدارة شعوب أخرى". "لكن الخطورة تكمن في السيناريوهات البديلة، وعلى رأسها سيناريو الفوضى".
وأوضح أن إسرائيل قد تلجأ إلى محاولة تفجير الحدود الغربية للأردن بفرض مخطط تهجير الفلسطينيين من الضفة، أو فتح الساحة الأردنية عبر الجنوب السوري بخلق دويلات تابعة أو عبر الفوضى، مما قد يؤدي إلى موجات لجوء جديدة، وظهور جماعات مسلحة، وتصدع أمني واقتصادي داخل المملكة.
الرهان على وعي الأردنيين.. والخطر قائم لكنه صعب التنفيذ
وأكد أبو طير في ختام حديثه أن مشروع إسرائيل الكبرى ليس بهذه السهولة، وأن احتلال الأردن "ليس كما يُصوَّر في بعض الخطابات".
وقال: "لن نستيقظ يومًا ونجد دبابات الاحتلال على نهر الأردن، بل سيتم الأمر – إن حدث – عبر تمهيد طويل وإضعاف داخلي". "الاحتلال تذوق الويل في غزة، فكيف سيكون حاله مع الأردن؟".
وشدد على أهمية عدم التهوين أو التهويل، داعيًا الأردنيين إلى عدم الانجرار وراء أزمات الإقليم، والبقاء متيقظين لأي محاولات خلخلة، مؤكدًا أن للمملكة مؤسسات وشعب قادر على الدفاع عنها.
وفي الختام، قال أبو طير: "نتنياهو يريد إسرائيل الكبرى... ونحن نريد فلسطين الكبرى من النهر إلى البحر".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق