حذّر المحلل السياسي أمير مخول، في مقابلة مع موقع "بكرا"، من خطورة القرار الأخير للكابنيت الإسرائيلي الذي يقضي بتهجير سكان ومقيمي الخيام في مدينة غزة، والذين يقدّر عددهم بمليون فلسطيني، أي ما يعادل نصف سكان القطاع. واعتبر مخول أن هذا التهجير "أخطر وأكثر كارثية من احتلال ما تبقى من القطاع"، لأنه قرار قابل للتنفيذ العملي.
انقسام إسرائيلي داخلي
توقف مخول عند أجواء اجتماع الكابنيت في 7 آب/أغسطس، مشيراً إلى اصطفاف القوى داخله، حيث عاد رئيس حزب شاس أريه درعي مسرعاً من سويسرا للمشاركة في التصويت، ليتحول موقفه من معارضة الاحتلال إلى تأييد نتنياهو بعد اقتناعه بأن الخطة قد تسرّع الصفقة وتنهي الحرب. في المقابل، عارض الوزير سموتريتش البنود المطروحة، لأنها تترك الباب مفتوحاً أمام الصفقة ووقف الحرب.
وأوضح مخول أن الخلاف بين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هليفي (زمير بحسب النص العبري) لم يكن على مبدأ التهجير الجماعي، بل على الجدوى والمخاطر المرتبطة بالمحتجزين الإسرائيليين واستنزاف الجيش. وحُسم الخلاف لصالح نتنياهو، في خطوة وصفها مخول بأنها تُظهر خضوع المؤسسة العسكرية الكامل للحكومة، خاصة بعد تهديد رئيس الوزراء بإقالة زمير أو دفعه للاستقالة.
مخطط تنفيذي وجدول زمني
بحسب مخول، باشر الجيش، عقب اجتماع الكابنيت، بوضع خطط تنفيذية لتهجير سكان غزة وفق جدول زمني محدد، على أن يكون السابع من أكتوبر القادم تاريخاً رمزياً لإخلاء المدينة وهدمها. ويرى أن تنفيذ هذه الخطة سيؤدي إلى حرب طويلة الأمد، تتحول إلى حرب استنزاف لإسرائيل، وحرب إفناء للوجود السكاني الفلسطيني في غزة.
انعكاسات سياسية داخلية وخارجية
أشار مخول إلى أن إطالة أمد الحرب وربطها بحكم عسكري (تحت مسمى "إدارة مدنية") قد يشكلان أساساً سياسياً لإلغاء انتخابات 2026 وتمديد ولاية حكومة نتنياهو. كما لفت إلى أن القرار الإسرائيلي بحظر أي إدارة عربية لغزة، حتى بمشاركة السلطة الفلسطينية، ينسجم مع عقيدة نتنياهو القائمة على منع قيام دولة فلسطينية.
تحولات في الموقف الدولي
توقف مخول عند الموقف الألماني القاضي بفرض حظر جزئي على تصدير السلاح لإسرائيل، باعتباره بداية تحول من المواقف المعلنة إلى إجراءات عملية، ورفضاً للربط بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية. كما أشار إلى الحملة الدولية للاعتراف بفلسطين، معتبراً أنها تقلق إسرائيل بشدة، وأن الولايات المتحدة – رغم دعمها الثابت لتل أبيب – قد تضطر لتعديل موقفها إذا رأت أن الحرب تضر بمصالحها الإقليمية والدولية.
مفتاح القرار بيد واشنطن
وختم مخول بالقول إن مفتاح إنهاء الحرب لا يزال بيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قد يحسم الموقف باتجاه صفقة شاملة تُنهي الحرب دفعة واحدة، أو صفقة على مرحلتين. لكنه شدد على أن الخطر الأكبر يبقى في احتمالية تنفيذ خطة الكابنيت بالكامل، بما يعنيه من تهجير مليون فلسطيني وإطالة أمد الحرب وتحويلها إلى نزاع مفتوح.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق