أكد الكاتب والباحث السياسي د. منصور ابو كريم لموقع بكرا ان قرار الكابينت الإسرائيلي باحتلال كامل قطاع غزة، وفرض السيطرة العسكرية على جميع مناطقه، وخاصة مدينة غزة، ستكون له تداعيات كبيرة على المستويين السياسي والإنساني.

وأوضح أن هذا القرار سيؤدي إلى ترحيل الكتلة السكانية من شمال القطاع ومدينة غزة باتجاه الجنوب، وقد يعيد خطر الهجرة القسرية من جديد بعد أن تراجع خلال الأشهر الماضية.

وأضاف أن ما تبقى من مناطق القطاع غير المدمرة نسبيا يقتصر على مدينة غزة، التي تبلغ نسبة الدمار في قلبها نحو 40%، إضافة إلى مخيمات الوسط التي لم يدخلها الجيش الإسرائيلي بكثافة حتى الآن.

وأشار ابو كريم إلى أن الاحتلال الكامل وفرض السيطرة العسكرية على القطاع سيؤديان إلى تدهور أكبر في الأوضاع الإنسانية، في ظل انتشار المجاعة وسوء التغذية ونقص المواد الأساسية وارتفاع الأسعار والفوضى، كما سيعيد طرح ملف التهجير على طاولة البحث بعد أن تراجع مؤقتًا في الفترة السابقة.

ورأى أن القرار، في هذه المرحلة، يبدو أقرب إلى التلويح بورقة الاحتلال العسكري لممارسة مزيد من الضغوط على حركة حماس للعودة إلى طاولة المفاوضات والقبول بصفقة جزئية، تضمن إطلاق عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل هدنة تستمر نحو شهرين.

كما أنه يبعث برسالة إلى القوى الإقليمية والوسطاء بضرورة التدخل العاجل لمنع كارثة إنسانية إذا استمرت المفاوضات على هذا النحو.

وبين ابو كريم أن هذا القرار يهدف إلى تهيئة الجيش والمجتمع الإسرائيليين لاحتمال تنفيذ هذا السيناريو، رغم ما قد يسببه من تداعيات سياسية وإنسانية، وأيضا انعكاساته داخل إسرائيل، إذ قد يؤدي إلى مقتل مزيد من الأسرى الإسرائيليين في غزة، وخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

واكد الكاتب ابو كريم أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم هذه الورقة للضغط على حماس من جهة، ولتهيئة الأجواء الدولية والمحلية لتنفيذ هذا الخيار في حال فشل الوسطاء في التوصل إلى تسوية جزئية أو كاملة، مشيرا إلى أن هذه المعركة، إذا حدثت، ستكون حاسمة في مسار الحرب ومصير قطاع غزة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com