أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس عن سحب الفرقة 98 من شمال قطاع غزة بعد انتهاء مهمتها، في إطار تقليص تدريجي لحجم القوات المنتشرة في القطاع. ويأتي ذلك وسط حالة من الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وبعد الإعلان عن اكتمال عملية "مركبات جدعون".

وبحسب إذاعة الجيش، فإن تقليص القوات شمل أيضًا مغادرة اللواء السابع المدرع، وذلك بعد انسحاب سابق لفرقتي المظليين والكوماندوز، اللتين أُعيد نشرهما في مناطق أخرى، منها الضفة الغربية والجبهة الشمالية قرب الحدود مع لبنان وسوريا.

رغم بقاء أربع فرق عسكرية داخل القطاع، تشير التقديرات إلى أن الحجم الفعلي للقوات، من النظامية والاحتياط، قد تراجع بشكل ملحوظ. وتنفذ فرقتان فقط عمليات هجومية – شمال القطاع وفي خانيونس – في حين تتولى فرقتان مهام دفاعية.

وتعمل هذه الفرق بعدد محدود من المجموعات القتالية، يتراوح عادة بين مجموعتين إلى ثلاث في كل فرقة، بحسب تقارير إذاعية. وتفيد هذه التقارير بعدم حدوث تقدم ميداني جديد، مع تمركز القوات في مناطق سبق السيطرة عليها، بانتظار توجيهات سياسية بشأن المرحلة المقبلة.

هيئة البث الإسرائيلي "كان 11" أشارت إلى أن الفرقة 98 كانت تنشط في مناطق خانيونس، حي الشجاعية، وحي الزيتون، فيما غادر اللواء السابع القطاع لـ"الراحة وإعادة التأهيل".

في سياق متصل، ذكرت إذاعة الجيش أن رئيس الأركان، إيال زامير، أوعز بتقليص عدد قوات الاحتياط بنسبة 30% على مختلف الجبهات، في محاولة لتخفيف الضغط على هذه القوات، الأمر الذي انعكس أيضًا على انتشار الجيش في غزة.

وفي مداولات حكومية حديثة، أبلغ الجيش القيادة السياسية بأن توسيع العمليات داخل القطاع، كما يطالب بعض الوزراء، قد يعرض حياة الرهائن للخطر بسبب الطبيعة المعقدة والطويلة لمثل هذه العمليات. وأفادت صحيفة "هآرتس" بأن هذا التحذير جاء ردًا على مطالب قدمها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بتنفيذ خطة للسيطرة الكاملة على مدينة غزة وتدمير البنية التحتية، بما يشمل الأنفاق.

الجيش من جهته، أوضح أن تنفيذ مثل هذه الخطة قد يستغرق عدة أشهر ويتطلب تعزيزًا كبيرًا في القوات، سواء من خلال تمديد الخدمة الإلزامية أو تعبئة واسعة للاحتياط. ووفق الصحيفة، لم يستبعد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هذا المقترح.

رئيس الأركان إيال زامير، قال خلال الجلسة نفسها إن الجيش "أحكم السيطرة على 75% من القطاع"، ما يعني انتهاء تنفيذ عملية "مركبات جدعون"، رغم أن الأهداف المعلنة للعملية، كالقضاء على حركة حماس وإنجاز صفقة تبادل، لم تتحقق حتى الآن.

وأشار زامير إلى أن أي تقدم ميداني جديد، خاصة داخل مدينة غزة أو المخيمات وسط القطاع، يتطلب وضوحًا سياسيًا بشأن الأولويات، مؤكدًا أن تحرير الرهائن لم يعد متوافقًا مع هذه السيناريوهات العسكرية المحتملة.

يُذكر أن هذا النقاش يجري وسط ضغوط متزايدة من أطراف داخل الحكومة الإسرائيلية تدعو إلى تصعيد العمليات العسكرية، بينما لا تزال التوجيهات السياسية النهائية بشأن المرحلة المقبلة في غزة غير واضحة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com