انتقد يئير طرشسكي، الرئيس السابق لمنظمة الصحافيين في إسرائيل، في تصريحات خاصة لموقع "بكرا"، دعم رئيس المعارضة يائير لابيد لمساعي إقصاء عضو الكنيست أيمن عودة، واعتبر الخطوة "تهديدًا مباشرًا لقيم الديمقراطية، وتخليًا خطيرًا عن إمكانية بناء شراكة مدنية بين العرب واليهود في البلاد".

وقال طرشسكي إن التصويت على إقصاء عضو كنيست من قِبل زملائه هو سابقة بالغة الخطورة، مشددًا على أن هذا الإجراء يجب أن يُستخدم في حالات قصوى تتعلق بانتهاكات جنائية جسيمة، لا بسبب تصريحات سياسية مثيرة للجدل أو مناقضة للنَّسَق القومي السائد. وأضاف: "حتى لو اختلفنا مع مضمون ما قاله عودة، فإن من الخطأ الفادح التعامل مع ذلك كسبب لنزع الشرعية عنه أو عن ناخبيه".

وأشار طرشسكي إلى أن عودة لا يمثل فقط نفسه، بل هو أحد أبرز القيادات السياسية في المجتمع العربي داخل إسرائيل، ويمثل شريحة واسعة من المواطنين الذين يعيشون حالة من التمزق بين انتمائهم المدني للدولة وبين تضامنهم الإنساني مع ذويهم في غزة. "هذه الازدواجية ليست خللاً في تمثيله، بل جزء لا يتجزأ من هُوية ناخبيه"، على حد قوله.

رسالة للمجتمع العربي

وحذّر من أن دعم لابيد لهذا الإجراء لا يضر بعضو الكنيست المستهدف فقط، بل يرسل أيضًا رسالة مقلقة لمئات آلاف المواطنين العرب مفادها أن تعاطفهم الإنساني مع أقربائهم في غزة يجعلهم خارج حدود الشرعية السياسية. "هذا تقويض مباشر لأسس المواطنة، ومساس بالأمل الهش الذي بدأ يتشكل لبناء ثقة بعد الحرب"، كما قال.

وتطرّق طرشسكي أيضًا إلى البعد السياسي للقرار، منتقدًا لابيد الذي كان شريكًا في بناء ائتلاف حكومي مع منصور عباس وحزبه في الماضي، معتمدًا على عدم الانجرار وراء حملات نزع الشرعية السياسية عن المجتمع العربي. وأشار إلى أن أي محاولة مستقبلية لتشكيل معسكر ديمقراطي بديل لحكم نتنياهو ستظل بحاجة إلى شراكة مماثلة، وأن خطوته الحالية تضعف هذا الاحتمال بشكل كبير.

واختتم طرشسكي بالإشارة إلى أن تصويت رئيس المعارضة إلى جانب الائتلاف في خطوة تمس حرية التعبير والتمثيل السياسي أمر غير مسبوق. "من الصعب تخيل بنيامين نتنياهو، حين كان في المعارضة، يصوت مع الحكومة على قانون يُحسب لها سياسيًا. فما بال لَפיד، زعيم ما يُفترض أنه المعسكر الليبرالي، يفعل ذلك بحماسة، وفي واحدة من أكثر اللحظات حساسية وخطورة؟"، تساءل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com