وصفت القناة 12 العبرية مفاوضات الدوحة الهادفة إلى التوصّل لاتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة بأنها "جيدة"، لكنها أشارت إلى أن التقدّم لا يزال محدودًا، في ظل ترقّب لما سيسفر عنه الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ووفقًا لتقرير القناة، فإن جولة المفاوضات الحالية لم تشهد بعد انخراط كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين مثل رئيس جهاز "الموساد" دافيد برنياع أو اللواء نيتسان ألون، والذين قد ينضمون لاحقًا في حال اقتراب التوصّل إلى اتفاق.
مصادر إسرائيلية مطّلعة (لم تُسمّها القناة) أوضحت أن "المحادثات تجري بشكل جيد، لكننا ننتظر لمعرفة حدود الهامش المتاح للحركة والتفاوض".
في المقابل، أفادت مصادر في البيت الأبيض بأن ترامب ونتنياهو سيعقدان عشاءً خاصًا يُتوقع أن يتصدّره ملف الحرب في غزة وملف الأسرى، حيث "تُشكّل إعادة المختطفين أولوية قصوى للرئيس"، بحسب القناة.
وأشارت إلى أن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيتوجه في وقت لاحق هذا الأسبوع إلى الدوحة للالتحاق بجولة المفاوضات غير المباشرة.
وبحسب القناة، فإن إسرائيل تبدي استعدادًا لمناقشة "مرونة محدودة" في ما يتعلق بانتشار قواتها في قطاع غزة، لكنها ترفض الانسحاب الكامل إلى خطوط ما قبل استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس/ آذار، وهو ما تطالب به حركة حماس. وتصرّ إسرائيل على الإبقاء على "محيط أمني" بطول 1.2 كيلومتر، إضافة إلى السيطرة على محور "موراج" بين رفح وخان يونس.
وحول ملف المساعدات، نقلت القناة عن مصادرها أن هناك بوادر تسوية بشأن آلية التوزيع، حيث تقترح إسرائيل إبقاء بعض مراكز التوزيع جنوب القطاع، مقابل السماح بدخول جزء من المساعدات وفق الآلية القديمة التي تمر عبر شاحنات الأمم المتحدة والهلال الأحمر، وهو النموذج الذي تطالب به حماس.
رغم ذلك، تؤكد القناة أن "العنصر الأساسي الذي ترفض إسرائيل التنازل عنه هو آلية إنهاء الحرب"، مشيرة إلى أن نتنياهو سيشدد خلال اجتماعه مع ترامب على مطالب إسرائيل بشأن "تفكيك حماس ونفي قادتها وتجريدها من السلاح".
وكان وفد إسرائيلي قد وصل إلى الدوحة، الأحد، لاستئناف المحادثات غير المباشرة مع حركة حماس، بوساطة دولية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وتقول إسرائيل إن لديها نحو 50 أسيرًا في غزة، من بينهم 20 على قيد الحياة، في المقابل، تفيد تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية بأن أكثر من 10,400 فلسطيني يقبعون في السجون الإسرائيلية، وسط ظروف قاسية من التعذيب والإهمال الطبي.
وتتزامن هذه التحركات السياسية مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 194 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين، في ظل اتهامات أممية متزايدة بارتكاب "إبادة جماعية" وانتهاك أوامر محكمة العدل الدولية.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق