في ظل الحديث المتزايد عن قرب التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، تساءل موقع "بكرا" مع المحلل السياسي د. سليم بريك حول هذه الصفقة المرتقبة:
هل تعتقد أن الصفقة سوف تُنفّذ قريبًا وتُطبق على أرض الواقع بالفعل؟ وهل هناك احتمال لانهيارها في اللحظة الأخيرة؟ وكيف تؤثر الأوضاع الداخلية في إسرائيل، خصوصًا الضغوط السياسية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على مسار هذه الصفقة؟
احتمالات التنفيذ مرتفعة جدًا
وقال د. بريك إن "الاحتمالات عالية جدًا بأن يتم تنفيذ الصفقة"، مشيرًا إلى أن "الولايات المتحدة، وخاصة الرئيس السابق دونالد ترامب، معنية جدًا بإنجاز هذه الصفقة، لأسباب داخلية وسياسية تتعلق به شخصيًا".
وأوضح أن "رئيس أركان الجيش الإسرائيلي صرّح أكثر من مرة بأن أهداف الحرب قد تحققت تقريبًا، وهناك خلافات واضحة بين المؤسسة العسكرية والحكومة السياسية في إسرائيل، وهو أمر لا يمكن أن يستمر طويلًا".
خلافات إسرائيلية داخلية... وإشكاليات حول غزة
وأشار د. بريك إلى أن "أحد أبرز التحديات هو موقف حماس من بقاء القوات الإسرائيلية في قطاع غزة"، مضيفًا أن "إسرائيل مصممة على البقاء في منطقة موراج، التي تشكل عازلًا بين شمال القطاع ومدينة رفح، وهذا قد يخلق إشكالية حقيقية".
وتابع: "علينا أن ننتظر لنرى ما هي طبيعة التفاهمات أو الاتفاقات بين نتنياهو وترامب، لأن هذا هو العامل المركزي في هذه المرحلة".
نتنياهو يناور داخليًا لتمرير الصفقة
وقال بريك إن "نتنياهو يحاول تمرير الصفقة تدريجيًا وعلى دفعات، وذلك بهدف كسب الوقت حتى تعود الكنيست من عطلتها الصيفية، مما يخفف من الضغط السياسي عليه وعلى ائتلافه الحاكم".
وأضاف أن "التمرير المرحلي للصفقة قد يقلل من الحاجة إلى تجنيد إضافي في صفوف الحريديم، وهو ما قد يساعد نتنياهو في تمرير قانون التهرب من الخدمة العسكرية، الذي يثير خلافات حادة داخل المجتمع الإسرائيلي".
انعكاسات على الضفة الغربية
كما حذّر د. بريك من أن "الصفقة قد تكون لها تداعيات على الوضع في الضفة الغربية"، مشيرًا إلى أن "نتنياهو قد يستغل الظرف السياسي ويطالب بالحصول على اعتراف أمريكي بضم بعض المناطق في الضفة، كما حدث سابقًا حين اعترف ترامب بضم القدس".
وختم د. سليم بريك حديثه بالتأكيد على أن "الصفقة مرشّحة للتنفيذ، لكن طبيعة تنفيذها والمناورات السياسية المحيطة بها قد تحدد مصيرها النهائي، داخليًا وإقليميًا".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق