في مقابلة مع موقع "بكرا"، حذّر المسعف رياض هبرات من تزايد خطر النوبات القلبية المفاجئة، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة وسقوط الصواريخ المتكرر في الشمال، مؤكدًا أن هذه الأزمات لا تقتصر على كبار السن فحسب، بل تهدد أيضًا الشباب، الرياضيين، بل وحتى الأطفال والرضّع.
ظاهرة؟
وقال هبرات إن "الموت المفاجئ هو توقف غير متوقَّع لوظائف القلب والدورة الدموية دون سابق إنذار، ما يمنع وصول الدم إلى الدماغ والرئتين، ويؤدي إلى الوفاة في غضون دقائق"، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة ظهرت مؤخرًا في الوسط العربي بالشمال، مع تسجيل 3 حالات وفاة مفاجئة في منطقة الجليل فقط، منذ بداية التصعيد العسكري.
وأوضح أن أمراض الشرايين التاجية تُعد السبب الرئيسي في 80% من حالات الموت المفاجئ، إلى جانب عوامل أخرى مثل اضطرابات نظم القلب، تمزق الشريان الأبهر، والجلطات الرئوية الكبرى، وكلها قد تؤدي إلى الوفاة الحتمية إذا لم تُكتشف مبكرًا.
وعدّد هبرات الفئات الأكثر عرضة للموت المفاجئ، وتشمل من لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب، مرضى السكري وضغط الدم، المدخنين، البدناء، الذكور من عمر 45 حتى 75، وحتى الرياضيين الذين لا يخضعون لفحوصات دورية. كما حذّر من تأثير التوتر النفسي الشديد، خاصة في أوقات الحرب وسماع صفارات الإنذار، باعتبارها من أبرز المحفزات لحالات السكتة القلبية.
الوقاية
وأكد هبرات على أهمية الوقاية، مشيرًا إلى ضرورة "اتباع نمط حياة صحي، مثل ممارسة الرياضة، التوقف عن التدخين، مراقبة مستويات السكر والكولسترول، والمتابعة الطبية المنتظمة". كما شدد على أن فرص النجاح في الإنعاش ضئيلة جدًا – لا تتجاوز 3% – حتى بوجود طاقم طبي قريب، ما يزيد من أهمية التدخل السريع من قبل المتواجدين في موقع الحدث.
وفي هذا السياق، نوّه هبرات بجهود عيادة الزهراء الطبية والمجلس المحلي في كفركنا، الذين عملوا على تزويد مساجد القرية بأجهزة إنعاش أوتوماتيكية، ودعا إلى تبني مشروع تثقيف صحي واسع النطاق حول هذه الظاهرة. كما وجّه شكره لأطباء البلدة، داعيًا إياهم إلى تنظيم حملات فحص وتوعية صحية.
وختم هبرات بالدعاء إلى الله أن يحفظ البلاد والعباد من ويلات الحروب، مؤكدًا: "درهم وقاية خير من قنطار علاج... التوعية والمتابعة هي سلاحنا الأهم في وجه هذا القاتل الصامت".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق