زهير دعيم
من سيفصلنا عن محبّة المسيح ؟ أشدّةٌ أم ضيقٌ أم اضطهادٌ أم جوعٌ أم عُريٌ أم خطرٌ أم سيف . ( رومية 8: 35)
ما قام به يوم امس الاحد في كنيسة مار الياس في دمشق في الدّويلة السورية ذاك " الانسان " ؟!!! بتفجير نفسه وسط المؤمنين في الكنيسة وقتل

اكثر من 22 مؤمن وجرح العشرات لهو عمل اجرامي لا ترضى عنه السماء بل وتبغضه النفوس الصّالحة .
حقًّا كان يوم امس يومًا حزينًا ممزوجًا بالمرارة مثقلًا بالظلم بمشاهد آلمتني وآلمت كلّ ما يتحلّى بصفة الانسانيّة الحقّة ، وزرعت نفسي حزنًا وأبكتني، كيف لا ؟! وهي ترى الكنيسة تتحطّم والمصلّين الخاشعين رجالًا ونساءً وشبابًا وصبابا وأطفالًا يموتون على يد مخلوق عشق الموت وظنّ ان الله مثله يرضى بالظلم وقتل الأبرياء وبالسلب والقهر .

نعم .... يحرن القلم وتقف نفسي دهشة ، فمثل هذا الفعل الشّيطانيّ يصعب وصفه وتحمّله ، فماذا وكيف نصف مشهد أناس جاؤوا ليصلّوا ويعبدوا الله ويُرنّموا بمحبّةِ الانسان أيًّا كان حتى للعدو ، فيأتي من يُفجّر نفسه ويُفجّرهم وكل ظنّه أنه يخدم الله !!!
من هذا "الله" الذي يأمر بالقتل لا لسبب بل لانّهم يعشقون المحبّة ويعيشونها ؟!.

سأنتفض بمحبّة وسأصرخ الى الإله المُحبّ لكل البشر أن يُبلسم الجروح ويُداوي النفوس ويُلوّن المشاعر بالإيمان.

سأنتفض بمحبة وأقول : سنبقى في هذا الشرق نورًا يضيء الدّروب ، وزنبقًا يُعطّر الحياة ، وأملًا يُلوّن الأيام ، ومنارة تضيء الحنايا والثنايا .
سأنتفض وأصلّي لله الجميل بحرارة أن يفتح عيون قلوب هؤلاء البشر ، ويريهم الحقّ والحقيقة .

سأنتفض وأصرخ : لن نخافكم ... وكيف نخافكم ومعنا الخالق الجميل المحبّ لكلّ البشر والذي قال لنا في كتابه المقدّس 365 مرّة لا تخافوا
وأخيرًا لا أجد الآية السماوية القائلة :
"لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ." (رو 12: 19

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com