بسم الله الرحمن الرحيم
دار الإفتاء والبحوث الإسلامية48- البيان رقم (84)
بخصوص صلاة الجمعة والجماعة في الحروب المعاصرة
- الأصل إقامة الجمعة والجماعة وعدم تعطيلها ولا التخلف عنها، وهذا الأصل لا يصار إلى غيره إلا بضرر حقيقي واقع أو متوقّع وليس وهميًا.
- الخوف على إثر حرب الصواريخ والمسيّرات المعاصرة سبب شرعي ويعتبر من الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة والجماعات.
- تقييم حالة الخوف الحقيقي من الخوف الوهمي يعود للأئمة وخطباء المساجد بعد متابعة الأحداث والوقوف لحظة بلحظة على المستجدات من مظانّها الحقيقية ومصادرها المختصة. والقرار يصدر عنهم.
- - - - - -
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد؛
أولًا: الأصل إقامة الجمعة والجماعة وعدم تعطيلها ولا التخلّف عنها، وهذا الأصل لا يصار إلى غيره إلا بضرر حقيقي واقع أو متوقّع وليس وهميًا؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعة فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}, ولقول النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (لَيَنتهِينَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمُعاتِ، أو لَيختمنَّ اللهُ على قلوبِهم، ثم لَيكونُنَّ مِنَ الغافلِينَ) رواه مسلم.
ثانيًا: الخوف على النفس يعتبر من الأعذار المبيحة للتخلّف عن الجمعة، كما قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ في الأم: "فَإِنْ كَانَ خَائِفًا إذَا خَرَجَ إلَى الْجُمُعَةِ أَنْ يَحْبِسَهُ السُّلْطَانُ بِغَيْرِ حَقٍّ كَانَ لَهُ التَّخَلُّفُ عَنْ الْجُمُعَةِ". اهـ.
وقال ابن قدامة في المغني في الأعذار المبيحة لترك الجمعة والجماعة: "وَيُعْذَرُ فِي تَرْكِهِمَا الْخَائِفُ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعُذْرُ خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ ـ وَالْخَوْفُ، ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ، خَوْفٌ عَلَى النَّفْسِ، وَخَوْفٌ عَلَى الْمَالِ، وَخَوْفٌ عَلَى الْأَهْلِ، فَالْأَوَّلُ، أَنْ يَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ سُلْطَانًا يَأْخُذُهُ، أَوْ عَدُوًّا، أَوْ لِصًّا، أَوْ سَبُعًا، أَوْ دَابَّةً، أَوْ سَيْلًا، وَنَحْوَ ذَلِكَ، مِمَّا يُؤْذِيهِ فِي نَفْسِهِ". اهـ.
وجاء في الموسوعة الفقهية: ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى اعْتِبَارِ الْخَوْفِ مِنَ الظَّالِمِ عُذْرًا مِنَ الأْعْذَارِ الْمُبِيحَةِ لِتَرْكِ صَلاَةِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ، لإِنَّ الأْمْنَ مِنَ الظَّالِمِ شَرْطٌ فِيهِمَا، فَكُل مَنْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ عِرْضِهِ أَوْ مَالِهِ، أَوْ مَال غَيْرِهِ مِمَّنْ يَلْزَمُهُ الذَّبُّ عَنْهُ أَوْ خَافَ عَلَى دِينِهِ كَخَوْفِهِ إِلْزَامَ قَتْل رَجُلٍ أَوْ ضَرْبِهِ، أَوْ أَنْ يُحْبَسَ بِحَقٍّ لاَ وَفَاءَ لَهُ عِنْدَهُ، لإِنَّ حَبْسَ الْمُعْسِرِ ظُلْمٌ، فَكُل مَنْ كَانَ هَذَا حَالُهُ يُعْذَرُ فِي تَخَلُّفِهِ عَنِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ". اهـ.
ثالثًا: الحرب المعاصرة وخاصة حرب الصواريخ والمسيّرات والتي تسبّب حالة من الخوف والفزع والضرر في النفس والمال هي إحدى الأعذار المبيحة للتخلّف عن الجماعة والجمعة عند توقّعها حقيقة لا وهمًا.
رابعًا: القرار بعدم إقامة الجمعة والجماعة هو للخطباء والأئمة وحدهم بعد متابعة التعليمات من مظانّها والوقوف على المعلومات من مصادرها الأصلية وليست الوهمية.
*تنويه: بيانات دار الإفتاء موجهة على وجه الخصوص لفلسطينيي الداخل48.
للتواصل:
رئيس دار الإفتاء- الشيخ رائد بدير 0522226721
مدير دار الإفتاء- د. محمد طلال بدران 0525820522
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق