في لقاء مع موقع "بكرا"، تطرق د.أحمد الخزاعي، المستشار السياسي المقيم في واشنطن، عن الحرب وتبعاتها، والى المحادثات الإيرانية الأمريكية فقال:
"انهارت المفاوضات الأمريكية الإيرانية لعدة عوامل رئيسية ترجع لعدم وجود ثقة بين الطرفين، خصوصا وأن ايران تعودت على الأسلوب الديمقراطي اللين الى حد كبير في التعامل معها، مقارنة بالطريقة الجمهورية التي يتبعها ترامب تحت مسمى سياسة الضغط القصوى والتي لاتعطي مجالا لايران للتسويف أو المماطلة حتى وهو أسلوب لم تتعود عليه ايران، خصوصا مع الضربات القاسية التي تعرض لها حلفاؤها واذرعها في المنطقة خلال الأسابيع القلية الماضية. وتتبع ايران اسلوبا متهربا من المسؤولية في تعاملها مع الولايات المتحدة الأمريكية نجح مع الرئيسين أوباما وبايدن وفشل فشلا ذريعا مع الرئيس ترامب الذي وضع مطالبات صارمة من خلال الاصرار على تفكيك البنية التحتية النووية الايرانية بالكامل وخلال جدول زمني واضح، ووقف تطوير الصواريخ البالستية وانهاء ايران دعمها للجماعات المسلحة في الشرق الاوسط".
التصعيد الإيراني وخسارة الثقة
واضاف: "قامت ايران بزيادة التوتر أثناء المحادثات بطريقتها المعهودة من خلال الانخراط في المحادثات من ناحية واطلاق تصريحات رسمية في مغازلة واضحة للجانب الامريكي، ومن ناحية ثانية تطلق تصريحات من خلال مسؤولين عسكريين تدفع باتجاه التصعيد وهي استراتيجية اعلامية نفعت ايران في السابق لكنها لم ولن تأتي بنتائج ايجابية مع ترامب؛ فقد كسرت الثقة الهشة بين الطرفين، حيث سبق ترامب أن انسحب من محادثات الاتفاق النووي عام 2018. ولم تكتف ايران بذلك، حيث قامت من خلال ذراعها المتبقي والوحيد في اليمن بالهجوم على قطع عسكرية أمريكية كما الهجوم على الحليف الامريكي الأهم في المنطقة، اسرائيل. كل ماسبق أدى لزيادة التوتر الأقليمي واستمرار العقوبات الاقتصادية، أي ان الاسلوب الايراني في التعامل لن يأتي بأية نتائج ايجابية مع الرئيس ترامب، الذي رفض التفاوض دون تنازلات واضحة من إيران وقام بتنفيذ ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية أو وكلائها، مما جعل التهرب من المسؤولية أكثر صعوبة".
استراتيجية إيران في التلاعب والإنكار
وتابع: "وتقوم الاستراتيجية الايرانية على التلاعب بالرأي العام (في الداخل الايراني، والمحيط العربي أيضا) حيث تستخدم الإعلام والدبلوماسية لتصوير نفسها كضحية للعقوبات الأمريكية، رغم سياساتها العدائية. كما أنها تلجأ للتصعيد العسكري عند تعرضها لضغوط، ثم تعرض العودة إلى المفاوضات بشروطها. كما تتبع ايران تكتيك تأجيل المحادثات وإطالة أمدها دون تقديم تنازلات حقيقية وتعتمد على ميليشيات لتنفيذ عملياته في المنطقة، مما يسمح لها بإنكار المسؤولية المباشرة وهو أمر لم تدعه ادارة ترامب يمر مرور الكرام، حيث تنفي ايران باستمرار تورطها في دعم الجماعات المسلحة أو تنفيذ عمليات عدائية، رغم الأدلة التي تشير إلى تورطها".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق