في ظل التصعيد الحاصل في المنطقة، أجرى موقع "بكرا" لقاءً مع البروفيسور أيمن يوسف، المختص في العلاقات الدولية، للحديث عن السيناريوهات المحتملة للتطورات الإقليمية في حال توسّعت دائرة الحرب.

وقال البروفيسور يوسف في بداية حديثه: "أعتقد أنه سيكون هناك تصعيد إقليمي، وربما حتى بعض الإسقاطات الدولية، في حال اندمجت الولايات المتحدة الأمريكية في المشهد السياسي، الجيوسياسي والاستراتيجي في محيط منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط". وأشار إلى أن المنطقة مفتوحة على أكثر من احتمال وأكثر من سيناريو استراتيجي.

وأوضح أن السيناريو الأول يتمثل في انضمام الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إسرائيل في مهاجمة إيران، مضيفًا: "الحديث حالياً يتركّز أكثر حول مفاعل فوردو، مع أنني أعتقد أن الضربة الأمريكية ستكون موجهة ربما نحو مركز قوى مرتبط بالحرس الثوري أو الجيش الإيراني، وربما تمسّ مفاصل النظام السياسي المرتبطة بالمرشد".

وأشار إلى أن "مهاجمة فوردو تنطوي على مخاطر كبيرة مرتبطة بالطاقة الإشعاعية، التي قد تنتشر وتُحدث آثارًا مدمّرة ليس فقط في إيران، بل في المنطقة ككل". ولذلك، يرى أن المساهمة الأمريكية ستكون حيوية، و"سيحرص الأمريكيون على إنهاء المواجهة خلال أيام معدودة".

نجاح جهود الوساطة الدولية

أما السيناريو الثاني، بحسب البروفيسور يوسف، فهو نجاح جهود الوساطة الدولية. وقال: "اليوم، هناك أكثر من دولة دخلت على خط الوساطة والمفاوضات، بما في ذلك الترويكا الأوروبية، وهناك اجتماع مرتقب بين ممثلي فرنسا وألمانيا وبريطانيا مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي". وأكد أن "هناك نافذة ضيقة يمكن استغلالها، لا سيما أن الموقف الأوروبي والتركي يقترب كثيراً من الموقف الأمريكي، ما قد يفتح الباب لانفراج سياسي"، إلى جانب جهود عُمان وقطر وتركيا، وحتى روسيا والصين.

وأضاف أن السيناريو الثالث يتمثل في استمرار المعركة من خلال جهود إسرائيل وحدها، بحيث تبقى هي الفاعل الرئيسي، بينما تؤجل الولايات المتحدة انخراطها المباشر حتى تتضح معالم المشهد.

وقال البروفيسور يوسف: "في حال دخلت الولايات المتحدة فعلياً في المشهد العسكري والاستراتيجي، فسيكون هناك ردود أفعال من حلفاء إيران الإقليميين. قد نرى مساهمة متواضعة من جانب حزب الله، وربما بعض الجهود من الجماعات الشيعية في العراق".

واستبعد أن تشهد المنطقة مواجهة إقليمية شاملة تشمل دولاً مثل باكستان أو تركيا، أو أن تلعب الصين وروسيا دوراً مباشراً، مؤكداً أن "إيران ستكون تقريبا وحدها في المواجهة، بمساعدة جماعات موجودة في اليمن والعراق ولبنان وغزة".

وختم البروفيسور يوسف حديثه قائلاً: "بالمُجمل، أرى أن المشهد السياسي والاستراتيجي مقبل على العديد من السيناريوهات، لكن من الأفضل استيعابها جميعاً. وسيناريو التصعيد العسكري هو الأكثر فاعلية ووضوحاً في هذه اللحظة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com