كشف تقرير جديد لوزارة الصحة الإسرائيلية عن فجوات صارخة في المؤشرات الصحية بين العرب واليهود في البلاد، مسلطًا الضوء على واقع صحي مقلق يعيشه المواطنون العرب، خاصة في المناطق الطرفية مثل الشمال والجنوب.

وفق المعطيات، فإن متوسط العمر المتوقع لدى الرجال العرب هو الأدنى في الدولة، ويبلغ 78.2 عامًا فقط، مقابل 81.5 عامًا للرجال اليهود. أما النساء العربيات فمتوسط العمر لديهن يبلغ 83.2 عامًا، مقارنة بـ85.8 عامًا لدى النساء اليهوديات.

ولا تقتصر الفجوات على العمر، بل تتجلى بوضوح في معدلات وفيات الرضع، حيث تبلغ في المجتمع العربي 5.2 حالات وفاة لكل 1,000 ولادة، مقابل 1.2 فقط في المجتمع اليهودي. الوضع أكثر خطورة في الجنوب، حيث يصل معدل وفيات الرضع العرب هناك إلى 9.2 لكل 1,000 ولادة، وهو رقم يعادل أربعة أضعاف النسبة لدى اليهود في نفس المنطقة.

التقرير يشير أيضًا إلى نقص حاد في الكوادر الطبية في مناطق العرب. ففي حين يوجد في تل أبيب 5 أطباء لكل 1,000 نسمة، لا يتجاوز العدد 3.2 في الشمال و2.7 فقط في الجنوب، وهي مناطق ذات كثافة سكانية عربية عالية.

أما بالنسبة للبنية التحتية الصحية، فإن عدد أسرّة التنويم منخفض للغاية في المناطق العربية. في الجنوب، هناك فقط 1.4 سرير لكل 1,000 شخص، وفي الشمال 1.5، مقارنة بـ2.3 في تل أبيب وحيفا.

خدمات في النقب 

ورغم أن 98% من سكان إسرائيل يقيمون على بُعد لا يزيد عن 5 كيلومترات من محطة رعاية أم وطفل، فإن النقب والمنطقة الجنوبية حيث الكثافة العربية عالية، تسجل أدنى نسبة وصول لهذه الخدمات.

وزارة الصحة اعترفت في التقرير بوجود هذه الفجوات، وأكدت أنها استثمرت نحو 300 مليون شيكل سنويًا في السنوات الأخيرة لمحاولة سدّ الهوة، لكنها ما زالت قائمة. وشددت الوزارة على أن تقليص انعدام المساواة في الصحة هو "قيمة وطنية عليا"، وسيبقى في صدارة سياساتها في السنوات المقبلة.

يُذكر أن التقرير ربط انخفاض متوسط العمر المتوقع على المستوى الوطني أيضًا بالحرب الأخيرة، حيث تسببت في تراجع العمر المتوقع بنحو 5 أشهر، نتيجة عدد الضحايا المرتفع من الشباب والجنود، لكنه شدد على أن الفجوات البنيوية المرتبطة بالهوية والمنطقة السكنية تظل العامل الأهم في الفروقات داخل الدولة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com