في حديث لموقع "بكرا"، تحدثت د. صباح عبد الهادي، الناشطة في الشأن الإنساني من قطاع غزة، عن المشهد القاسي الذي يعيشه الفلسطينيون في القطاع، خاصة ما عاشوه في أيام الأعياد التي كان من المفترض أن تكون أيام فرح وبهجة للأطفال، لا أيام حزن ودموع.
"عيدنا ليس كأي عيد"
وأشارت د. عبد الهادي إلى أن العيد في غزة لم يعد كما كان، قائلة: "في كل عام، كان العيد عندنا تفوح منه رائحة المسك والعنبر، وكان الأطفال يرتدون ملابسهم الجديدة، ويخرجون فرحين بالأضحية والألعاب... أما هذا العام، فإن العيد تفوح منه رائحة دم الشهيد، المعطر بالمسك والعنبر، وليس دم الأضاحي".
"غزة بلا تكبيرات... بلا أفق"
وأضافت بأسى: "هذا العيد يمر علينا خافتًا... لا تكبيرات تملأ الأجواء كما في السابق، ولا بهجة في الطرقات، بل حزنٌ يخيم على كل بيت. بالرغم من الألم، نحن لا نترك شعائر العيد، نُحييها بثبات، ونعانق الأمل كلما لاح بالأفق".
"العالم صامت... وغزة تنزف"
ووجهت د. عبد الهادي رسالة إلى العالم، قائلة: "أيها العالم الأخرس، ألستم من يشترون الملابس والحلوى لأطفالكم في العيد؟ ألم تتذكروا أطفال غزة؟ أم أنكم اعتدتم على رؤيتهم بالأكفان؟".
"العيد هنا... ذاكرة من دم"
وتابعت حديثها مؤكدة أن العيد في غزة فقد معناه، موضحة: "لم يعد العيد زينة وملابس جديدة، بل أصبح ذكرى مغمسة بالدم والوجع. أطفالنا لم يعودوا أطفالاً، كبروا قبل الأوان... كانوا ينتظرون الأضحية بفرح، فهي ليست شعيرة دينية فقط، بل طقس فرح. أما الآن، ففرحهم مُصادر".
"رغيف الخبز أصبح حلمًا"
وتابعت: "نُحيي العيد رغم كل شيء، ونزداد في حضرته ثباتًا وعشقًا للحياة التي لا تُهان. ولا ننسى أطفالنا الذين استُشهدوا وهم يحتضنون رغيف الخبز، وكثيرون منهم لم يجدوه أصلًا".
"ثقتنا بالله لا تتزعزع"
وأكدت د. صباح عبد الهادي أن الأمل ما زال حيًا في قلوب أهالي غزة، وقالت: "نحن على يقين بأن الله معنا، كما كان مع هاجر عندما سعت بين الصفا والمروة بحثًا عن الماء. لم يُفرج الله عنها فقط، بل فجّر من تحت قدمي ابنها زمزم، لتشرب منها الأمم إلى يوم القيامة".
"ننتظر فرج الله... والنصر قريب"
واختتمت د. عبد الهادي حديثها برسالة إيمان وثقة، قائلة: "بإذن الله، سيعوضنا الله عن هذا العيد بالنصر والفرحة، وسينعم أطفالنا بمعنى الحياة من جديد. نحن نؤمن بأن الله سيبدل حالنا من الحزن والقهر إلى حال من السعادة والانتصار. فأعظم عبادة... هي انتظار الفرج".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق