شهدت مدينة اللد، مساء الإثنين، وقفة احتجاجية شارك فيها عدد من السكان أمام منزل رئيس البلدية يائير رفيفو، تخللتها محاولات لتشغيل تسجيلات للأذان عبر مكبرات الصوت، في خطوة تعكس تصعيدًا جديدًا في حملة وصفتها أوساط محلية بأنها تحريض أرعن ضد المكون العربي في المدينة ومظاهر حضوره الديني، وفي مقدمتها رفع الأذان.

المحتجون، الذين أطلقوا على صوت الأذان تعبيرات عنصرية من بينها "إرهاب المآذن"، طالبوا السلطات بالحد من استخدام مكبرات الصوت في المساجد، ووجّهوا انتقادات للبلدية والشرطة بزعم "التقاعس" في التعامل مع شكاوى الضجيج. بعض المشاركين قالوا إن أصوات الأذان تتسبب في "قلق وخوف لدى الأطفال"، وهو خطاب اعتبره ناشطون عربًا في المدينة استمرارًا لحملات نزع الشرعية عن الوجود العربي في الحيّز العام.

تحريض 

رئيس البلدية رفيفو، الذي لم يتخذ موقفًا رافضًا للاحتجاج، نشر بيانًا وجّه فيه انتقادات للشرطة لعدم تفكيك مكبرات الصوت في المساجد، زاعمًا أنه في "الدول العربية لا يسمع الأذان بهذا الشكل"، وهو تصريح أثار استياءً واسعًا ووُصف بأنه محاولة لتبرير التمييز على أساس ديني وثقافي.

وفي خلفية هذه الحملة، أشار عدد من سكان المدينة إلى أن رفع الأذان هو ممارسة دينية راسخة محمية بموجب القانون، وأن ما يجري ليس سوى استغلال سياسي لتحريض منظم يستهدف العرب في المدن المختلطة، ويؤجج الانقسام المجتمعي. كما أكدوا أن أي نقاش حول تنظيم استخدام مكبرات الصوت لا يمكن أن يتم من خلال التحريض والتشهير، بل عبر حوار متوازن يحترم التعددية والحقوق الأساسية.

الاحتجاج الأخير وما سبقه من تصريحات وتصعيد، يأتيان ضمن مناخ عام يزداد فيه استهداف المقدسات والممارسات الدينية للمواطنين العرب، وسط صمت رسمي من الجهات الحكومية، وتواطؤ متزايد من شخصيات في مواقع صنع القرار المحلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com