قال أستاذ حل النزاعات الاقليمية والدولية د. علي الاعور ان الأوضاع الإنسانية تزداد سوءًا في قطاع غزة، وتنتشر المجاعة بشكل واضح، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ومن منظمات حقوق الإنسان، والمنظمات الإنسانية، والأمم المتحدة.

وأضاف لموقع بكرا ان مكتب الإعلام الحكومي في غزة دعا إلى ممارسة مزيد من الضغط على حكومة نتنياهو من أجل إدخال المساعدات. كما توجه المكتب إلى المنظمات الإنسانية، والأمم المتحدة، وأوروبا، بهدف الضغط على نتنياهو لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وأكد د. الاعور أن القرار بيد نتنياهو، الذي اتخذ قرارًا بعدم إدخال المساعدات الإنسانية. في المقابل، يدعو سموتريتش إلى احتلال قطاع غزة بالكامل، وتدخل الجيش لتوزيع المساعدات بنفسه.

ويرى ان الحرب تحولت إلى حرب سياسية بامتياز، يسعى فيها كل طرف إلى تحقيق أهدافه. نتنياهو يحاول تحقيق مكاسب سياسية، في حين تسعى حركة حماس إلى الحفاظ على وجودها السياسي وتقاتل من أجله.

وقال أن أهلنا في قطاع غزة هم من يدفعون الثمن، وهم من يتحمّلون ضريبة الدم وفاتورة القتل، بالإضافة إلى المجاعة والتجويع، التي تُعدّ جريمة حرب وفقًا للقانون الدولي الإنساني.

وأضاف يبدو أنه لم يعد هناك مكان في قطاع غزة للقانون الدولي الإنساني، ولا لاتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949 في زمن الحرب.

وتساءل ما هو الحل؟ وما العمل؟ كيف يمكن إنقاذ أهلنا في قطاع غزة من هذه المأساة الإنسانية؟

زيارة ترامب

وبتقدير د. الاعور ربما تشكل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، لا سيما إلى الخليج والسعودية، فرصة لانفراجة كبيرة في هذا الإطار، سواء عبر الذهاب إلى صفقة تبادل أسرى جزئية، تشمل استعادة الجندي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إلى جانب عدد من الأسرى الإسرائيليين، مقابل وقف إطلاق نار مؤقت، يُفضي إلى فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية.

وأشار الى أن دعوة مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة لمزيد من الضغط على نتنياهو لن تؤثر كثيرًا عليه، ولن تُثمر نتائج ملموسة.

الشارع الاسرائيلي

من جهة أخرى، قال د. الاعور ربما الشارع الإسرائيلي والمجتمع المدني الإسرائيلي يمكن أن يُحرّك المياه الراكدة، على اعتبار أن السياسات التي يمارسها نتنياهو تُذكّر الإسرائيليين بما مروا به في أربعينيات القرن الماضي، وبالتالي، لن يُسمح له بمزيد من التجويع والقتل.

كما قد تضغط منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية من أجل إدخال المساعدات، في ظل رفض الجيش الإسرائيلي توزيعها، بحجة أن ذلك ليس من ضمن مهامه.

ويرى ان الضغط الأوروبي أو من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لن يُغيّر من موقف نتنياهو، الذي يبقى صاحب القرار الأمني والسياسي.

اجتماع الكابينت

ولفت الى ان هناك اجتماع للكابينت الأمني والسياسي اليوم، للنظر أولًا في مصادقة رئيس الأركان ايال زامير، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، على توسيع العملية البرية في قطاع غزة. أما المساعدات الإنسانية، فلم تكن مدرجة على جدول أعمال الاجتماع.

وأعرب د. الاعور عن اعتقاده أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو الوحيد الذي يملك قرار التأثير، وأن القرار الحقيقي موجود في البيت الأبيض، لا في تل أبيب، سواء فيما يتعلق بصفقة تبادل أسرى جزئية، أو بإدخال المساعدات الإنسانية.

وقال ان الرئيس ترامب لا يمكنه زيارة السعودية ودول الخليج والشرق الأوسط دون مقابل سياسي وإنساني يُقدَّم لأهلنا في قطاع غزة، مقابل زيارة ستعود على الخزينة الأمريكية بالمليارات من الدولارات. إذًا، القرار الحقيقي في البيت الأبيض، وليس في تل أبيب.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com