في مقابلة مع موقع "بكرا"، ناقش الكاتب والمحلل السياسي إسماعيل الريماوي التطورات السياسية الراهنة في إسرائيل، خاصة بعد إقالة رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار، وتأثير ذلك على الوضع الداخلي في الدولة العبرية. في حديثه، أشار الريماوي إلى أن خطوة نتنياهو هذه تأتي في سياق سعيه لترسيخ حكمه الفردي، مما يهدد استقرار الديمقراطية الإسرائيلية ويزيد من حالة الاستقطاب الداخلي.
السيطرة على المؤسسات: بداية التحول نحو ديكتاتورية؟
قال الريماوي إن إقالة رئيس "الشاباك" جاءت في وقت حساس، حيث يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى السيطرة على مؤسسات الدولة بشكل كامل. وأضاف أنه بهذه الخطوة، يسعى نتنياهو لتفادي أي تحقيقات قد تكشف عن فضائح أو مخالفات قانونية، لاسيما بعد فشله في إدارة أزمة "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023. وتابع بأن "الشاباك" يمثل صمام الأمان للديمقراطية الإسرائيلية، ولذلك يسعى نتنياهو لتعيين شخص موالٍ له لضمان عدم الكشف عن أية تجاوزات قد تؤثر على استمراريته في الحكم.
الاحتجاجات الداخلية والانقسام السياسي: هل نقترب من حرب أهلية؟
وأشار الريماوي إلى أن قراءات المحللين الإسرائيليين تتفق على أن الأجواء السياسية في إسرائيل تزداد استقطابًا بعد الأحداث الأخيرة. نقل عن المحلل ناحوم برنياع، الذي أكد أن إسرائيل على حافة حرب أهلية سياسية، حيث تنقسم الشارع الإسرائيلي إلى معسكرين، أحدهما يدعم نتنياهو والآخر يعارضه. وأضاف الريماوي أنه في ظل هذا الانقسام الحاد، قد يؤدي الصراع الداخلي إلى تدهور الأوضاع الاجتماعية والسياسية، مما يعمق الأزمة ويزيد من احتمالات نشوب مواجهات عنيفة.
التحليل العسكري والآثار المستقبلية: هل يستطيع نتنياهو التحكم في المدى الطويل؟
في جزء آخر من اللقاء، تحدث الريماوي عن التحليل العسكري الذي قدمه عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس"، والذي رأى أن نتنياهو، في سعيه لفرض سيطرته، لا يبدو أنه يملك ما يخسره. وبحسب الريماوي، فإن هذا التصعيد قد يخدم مصالح نتنياهو وشركائه في الائتلاف، ولكن على حساب تقويض المؤسسات الأمنية والقضائية. وأوضح أن هذه السياسات قد تضعف قدرة إسرائيل على الحفاظ على ديمقراطيتها وتؤدي إلى إضعاف النظام القضائي، وهو ما يعتبر تهديدًا حقيقيًا لمستقبل الدولة.
خلاصة
في النهاية، يؤكد الريماوي أن إقالة بار هي خطوة خطيرة في مسار تحوّل إسرائيل إلى دولة يسود فيها حكم الفرد، مما يشكل تهديدًا للسلام الاجتماعي والسياسي في البلاد. يضيف أنه إذا استمرت هذه السياسات، فقد تواجه إسرائيل أزمة غير مسبوقة تهدد استقرارها الداخلي وتقودها نحو حرب أهلية حقيقية.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق