ما هو المعنى الحقيقي للتفاؤل؟
	
	" التفاؤل هو مذهب فلسفي يعتقد بأن العالم خير وبأن الخير موجود في مجتمعاتنا أكثر من الشر " التفاؤل ليس "فكرة سحرية", و إنما هي حالة ذهنية لها فوائد جمة على الصحة البدنية والنفسية على حد سواء.
	
	التفاؤل هو السماح للنفس برؤية النصف المملوء من الكأس والنظر للأمور بإيجابية والتصرف وفقاً لذلك، و له منافع تعود على الحياة الاجتماعية، النفسية، والصحية. كونك متفائلا يمكنك من بناء علاقات جيدة مع الآخرين ويجعل التجارب اليومية أكثر متعة.
	
	إليك فوائد التحلي بنظرة متفائلة :
	
	- إطالة العمر 
	- تقليل الإصابة بالاكتئاب
	- تقوية المناعة الجسدية
	- صحة نفسية سليمة
	- القدرة على تحمل القلق و التوتر
	- القدرة الطبيعية على تكوين علاقات قوية
	- التمكن من ضبط النفس و اتخاذ قرارات بناءة
	- احترام الذات أكثر و أكثر وزيادة الثقة في النفس
	- الارتياح في العلاقات الاجتماعية و في نهج الحياة بصفة عامة
	- المزيد من النجاحات في كافة المجالات
	- زيادة النشاط و الحيوية
	
	كيف ظهر مصطلح التفاؤل؟
	
	شغلت دراسة آليات التفاؤل العديد من علماء الأعصاب ابتداء من سنوات التسعينات. و ارتكزت هذه الدراسات على ما تم تسميته آنذاك ب "الدواء الوهمي"، كما درست الفوائد الفيزيولوجية للضحك و تأثير الحالة النفسية على الشيخوخة. و قد أظهرت النتائج الأولية لهاته الدراسات بأن التفاؤل و العواطف الإيجابية لها دور إيجابي على الحالة الصحية للأفراد. 
	
	و بينت هذه الدراسات النفسية - العصبية كذلك أن الأحداث المختلفة التي يتعرض لها الإنسان خلال حياته، سواء سلبية أو إيجابية تسجل على القشرة الفصية الجبهية للدماغ. ففي نصف الكرة المخية الأيسر تسجل التجارب و المشاعر الإيجابية و الفرحة، بينما يعد النصف الأيمن مقراً للمشاعر السلبية كالحزن، الخوف، الأفكار المشوشة، الخ. 
	
	في سنة 1998، و بناء على هذا المنطلق، أطلق العالم "مارتن سليجمان" نوعاً جديداً من العلوم النفسية خصيصاً لدراسة الجوانب الإيجابية و التي تبعث على التفاؤل في الوجود الإنساني، و أطلق عليه اسم "البسيكولوجيا الإيجابية". يركز هذا التخصص على الموارد النفسية الإيجابية عند الأشخاص و ديناميتها بغية تطوير كل ما يمتلكونه من نقاط قوة و العمل على قدراتهم و صفاتهم الإيجابية. الهدف هو الحد من القلق و المعاناة، و محاربة التقليل من الذات و التشاؤم عند هؤلاء الأشخاص.
	
	مبدأ هذا التخصص يحض على ضرورة الاستفادة من الحياة من خلال التركيز على الإيجابيات و عدم تضييعها في النظر إلى ما يشوبها من سلبيات. و يهدف كذلك إلى تطوير قدرة الأفراد على إعطاء معنى لأفعالهم و تسطير أهداف واضحة المعالم لحياتهم. و هذا هو جوهر التفاؤل.
	
	وفقا للعالم سليجمان " ما يؤدي إلى السعادة هو الانخراط في علاقة رومانسية ناجحة، هو أن نكون جزء فعالاً من عائلة سعيدة، هو أن نستخدم نقاط قوتنا للمساهمة في سعادة و رفاهية الآخرين".
	
	لا ينبغي أن نبالغ في نظرتنا التفاؤلية للأشياء، و لكن لا ضير من المحاولة كلما كانت الفرصة سانحة.
	
	بعض النصائح لتكوني أكثر تفاؤلاً :
	
	نقدم لك سيدتي بعض التمارين التي بوسعها مساعدتك لتتفاءلين و تملئين حياتك بالإيجابية :
	
	- دوني في دفتر ملاحظاتك (على الأقل مرة في الأسبوع) كل الأحداث الإيجابية التي مررت بها و كيف أسهمت فيها.
	
	- دوني كذلك كل لحظات الشك، الخوف، و التوتر التي انتابتك فهذا سيساعدك على التعرف على ما يسببها و بالتالي إيجاد آليات لمحاربتها. 
	
	- تفادي التعميم فليس كل شيء أبيض أو أسود، في معظم الأحيان يسهل إيجاد حلول وسيطة.
	
	- تجنبي التخصيص, يجب أن نؤمن بأن الأشياء السيئة التي قد نصادفها ليست كلها بسبب أخطائنا.
	
	- اعتمدي المنطق, جدي أفكارا منطقية بديلة للأفكار السلبية.
	
	- اجتنبي التفكير "الكارثي": لا تهولي الأمور و لا تكثري من الدراما.
	
	- تجنبي التوقعات المستقبلية خاصة اللاواقعية منها.
	
	- تعلمي التحدث عن نفسك بطريقة إيجابية.
	
	- جربي أنشطة جديدة للخروج من الروتين (تعلم لغة جديدة، السفر إلى وجهات جديدة، ....).
	
	- تعلمي فن الإنصات لنفسك أولا ثم للآخرين.
	
	- اكتشفي جوانبك الإبداعية (الرسم، الكتابة،....).
	
	- أحيطي نفسك بالأشخاص الإيجابيين و المتفائلين.
	
	- حددي أهدافاً لنفسك و ثابري لتحقيقها، فعند تحقيق كل هدف ترتفع ثقتك بنفسك.
	
	- دللي نفسك الخروج مع الأصدقاء، كثرة الضحك، التمتع بوقتك، مما سيجعلك أكثر سعادة في حياتك.
	
	- حافظي على رشاقتك و لياقتك البدنية بممارسة الرياضة و الأكل الصحي.
	
	- ممارسة الأنشطة البدنية يساعد على مقاومة التوتر و القلق، و يغني القدرة على الاسترخاء العضلي و الفكري، ومن أهم هاته الأنشطة : 
	
	اليوغا : تساعد على التركيز على كيفية التنفس.
	التأمل : يزيد الوعي الذاتي.
	
	إن تطوير التفكير الإيجابي لا بد و أن يأخذ و قتاً، خاصة و أن طريقة التفكير تبنى على عدة أسس، كالتعليم الذي نتلقاه، مسارنا الدراسي، و التجارب التي نمر منها. و في حين أن الفكر التفاؤلي يفتح أمامنا مجالات جديدة، فإن الأفكار السلبية تجعل عيشنا روتينياً و تحد من علاقاتنا الاجتماعية و من انفتاحنا على الغير. 
	
	و قد أظهرت الدراسات النفسية أن هاته الأفكار تضعف الشخصية النفسية للفرد و تجعله هشاً يهزم في وجه كل المشاكل مهما كانت بسيطة.
	
	لهذا فمن الضروري التحلي بالتفاؤل لما له من فوائد صحية تقي من الأمراض و تطيل العمر. كما يمنحنا القدرة على مواجهة المواقف الصعبة و اتخاد القرارات المناسبة. 
bokra.editor@gmail.com
 
                                                     
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                
أضف تعليق